هل الدعاء في أثناء السجود أو في التشهد الأخير من الصلاة له فضل على غيره من مواطن الدعاء ؟
لا شك أن الدعاء في هذين الموطنين من أفضل مواطن الدعاء في الصلاة ؛ لأن الدعاء يعني شدة الافتقار إلى الله تعالى ، وإظهار الحاجة إليه ، وأفضل وضع للداعي لإظهار حاجته بين يدي مولاه عندما يكون في حالة من الخضوع والانكسار يزيده قربًا من ربه ، وهذا يتحقق في السجود ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله e قال : « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء » رواه مسلم في صحيحه([1]) .
وكذلك الدعاء بعد التشهد الأخير مستحب لحديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال النبي e : « ... ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه ، فيدعو » متفق عليه واللفظ للبخاري([2]) . وقد ثبت عن النبي e الدعاء في هذا الموطن بأدعية متنوعة منها : ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله e : « إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر المسيح الدجال» رواه مسلم([3]) . وفي الحديث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله e : «علمني دعاء أدعو به في صلاتي . قال e : قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرًا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني ، إنك أنت الغفور الرحيم» رواه البخاري ومسلم([4]) . والله أعلم .
([1]) صحيح مسلم ، رقم (482) .
([2]) صحيح البخاري ، رقم (835) ؛ صحيح مسلم ، رقم (402) .
([3]) صحيح مسلم ، رقم (588) .
([4]) صحيح البخاري ، رقم (6326) ؛ صحيح مسلم ، رقم (2705) .